Total Tayangan Halaman

Sabtu, 05 Mei 2012

حديث "أخذ حق الغير ظلما"

 تخريج ودراسة

بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين , الذي يهدي من جاهد في سبيله من التفقه في الدين ولا مانع له في إعطاء نعمه على عباده من التلذذ بذكره فى كل ساعة وعبادته أين ما كنا ولاسيما في من جهد على التعمق بالحديث وعلومه .والصلاة والسلام على سيد ولد آدم الذي بعث ليتم مكارم أخلاق العباد وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين , أما بعد
          فهذا المبحث هو تخريج ودراسة فيما يتعلق بمن ظلم على أخيه شيئا من الارض ليس حقه, ويقدمه الباحث بقدر استطاعة لموافاة الواجبة للمستوى الثالث من طلاب المعهد دار السنة في دراسة تخريج الحديث النبوي, الذي أشرفني لذلك الأستاذ  عبيدي حسب الله , راجيا من الله النفع للمبتدئين مثلي وسائلا مغفرة ربه يوم لاينفع مال ولا بنون ، والله يجري سابغ الإنعام لي ولوالدي ولمشايخي ولذوي الإيمان ......
نص الحديث
أما الحديث الذي قام الباحث بتخريجه ودراسته فهو " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ، فوجده الباحث في رواية أحمد ابن حنبل ( المتوفى 241 هـ).قال أحمد حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ.[1]   رواه أحمد في مسنده
الشاهد والمتابع
وقبل أن أبحث عن الشاهد والمتابع ينبغي لي ذكر تعريف المشهور لهذين المصطلحين, لنتفق بهما بالنسبة إلى هذا المبحث . الشواهد جمع الشاهد، وهو لغة اسم فاعل من "مصدر الشهادة" وسمي بذلك لأنه يشهد أنّ للحديث الفرد أصلا، ويقويه، كما يقوي الشاهد قول المدعي ويدعّمه.وأمّا اصطلاحا هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظا أو معنى فقط، مع الاختلاف في الصحابيّ.وأما المتابع ويسمى أيضا بالتابع لغة هو اسم فاعل من "تابع" بمعنى وافق، وأما اصطلاحا هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظا أو معنى فقط، مع الاتحاد في الصحابي.
 أما شواهده فما رواه البخاري ومسلم وابن حبان.
1.      قال البخاري حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ.[2]
2.      قال مسلم حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ.
فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمِّ بَصَرَهَا وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا قَالَ فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا ثُمَّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ.[3]
3.      قال ابن حبان أخبرنا الفَضْلُ بنُ الحبُـاب الجُمَحِيُّ، قال: حدثنا مسدَّد بن مُسَرْهَد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سُهَيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه، طُوِّقَه من سبع أرضين.[4]
وأما متابعته فما رواه الطبراني وابن حبان
1.    قال الطبراني حدثنا عبيد بن غنام و عبدان بن أحمد قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى   بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن أيمن قال : سمعت يعلى الثقفي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أخذ أرضا بغير حق كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر.[5]
2.      قال ابن حبان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الربيع بن عبد الله[6]، عن أيمن بن ثابت عن يعلى بن مرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما رجل ظلم شبرا من الأرض ،كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ سبع أرضين، ثم يطوقه يوم القيامة حتى يفصل بين الناس" .[7]
وصف السند
يوصف السند من رواية أحمد ابن حنبل في المسند، فيه ستة رواة، وهم :
1.     يعلى بن مرة الثقفي (صحابي)
2.     أبو ثابت (تابعي)
3.     أبو يعفور(من صغار التابعين)
4.     عبد الواحد بن زياد (م. سنة 176هـ و قيل بعدها)
5.     عفان (134-   219/220 هـ بـبغداد)
6.     أحمد بن حنبل ( 146-241 هـ )
البحث في تراجم الرواة
1.                  يعلى بن مرة الثقفي
هو يعلى بن مرة بن وهب بن جابر الثقفي ويقال العامري، اسم أمه سيابة فربما نسب إليها فقيل يعلى بن سيابة يكنى أبا المرازم، شهد مع النبيّ الحديبية وخيبر والفتح وحنينا والطائف[8]، وقيل : إنه عامري قاله أبو عمر  وكان من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره النبي صلى الله عليه و سلم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف . يكنى أبا المرازم وأمه سيابة فربما قيل : يعلى ابن سيابة قاله ابن معين  وكان يعلى بن مرة من أصحاب علي . سكن الكوفة وقيل : سكن البصرة وله بها دار . وروى عنه ابنه عبد الله وعبد الله بن حفص وسعيد بن أبي راشد وغيرهم  أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده عن أبي عبد الرحمن قال : أخبرنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي حفص بن عمر عن يعلى بن مرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أبصر رجلا متخلفا فقال اذهب فاغسله ثم لا تعد  وروى عفان عن وهيب قال : حدثنا ابن حثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى طعام دعي إليه فإذا حسين يلعب مع الغلمان في طريق فاستنتل رسول الله صلى الله عليه و سلم أمام القوم ثم بسط يده وجعل الصبي يفر ها هنا وها هنا فأخذه فقال : اللهم إني أحبه وأحب من أحبه حسين سبط من الأسباط.
 أخرجه الثلاثة
 قلت : هذا الحديث يقضي بأن يعلى العامري المقدم ذكره هو يعلى بن مرة الثقفي فقيل فيه : عامري . وقيل : ثقفي . وأكثر أهل النسب يجعلون ثقيفا من هوازن فيقولون : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن وعامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فهما يجتمعان في بكر فلهذا اختلف في نسبه فقيل : عامري وقيل : ثقفي . فإذا كان كذلك - وقد جاء في هذا الحديث من رواية ابن منده مقيدا أنه عامري وأنه روى له الحديث الذي رواه أبو موسى في فضل الحسين في ترجمة يعلى العامري - فما لاستدراكه عليه وجه.
 وقد قال أبو أحمد العسكري : يعلى العامري بن مرة هذا غير يعلى بن مرة الثقفي والله أعلم[9].

روى عن النبي أحاديث وعن أبيه مرة وعن علي بن أبي طالب[10] وروى عنه جماعة منهم أبوثابت[11].
2.    أبو ثابت
هو أيمن بن ثابت ، أبو ثابت الكوفى ، مولى بنى ثعلبة، وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب روى عن ابن عباس في العصير وعن يعلي بن مرة الثقفي وأم رجاء الاشجعية، وروى وعنه الشعبي وأبو يعفور عبدالرحمن بن عبيد بن نسطاس السلمي، وعاش في الطبقة الرابعة طبقة تلى الوسطى من التابعين.
3.                                     أبو يعفور
عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس بن أبى صفية البكائي الثعلبى العامرى الْكُوفِي، وهو من صغار التابعين قال المزي في تهذيب الكمال روى عن جماعة منهم أبو ثابت أيمن بن ثابت  وروى عنه جماعة منهم عبد الواحد بن زياد عاش في الطبقة الخامسة.
4.                  عبد الواحد بن زياد
هو عبد الواحد بن زياد العبدى مولاهم ، أبو بشر ، و قيل أبو عبيدة البصرى، وهو من أتباع التابعين، روي عن جماعة منهم عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس وهو أبو يعفور[12] وروى عنه جماعة منهم عفان بن مسلم.
5.                  عفان
هو عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار، أبو عثمان البصريّ، مولى عزْرَة بن ثابت الأنصاريّ سكن بغداد وروى عن شعبة، والحمادين، وهمام بن يحي، وعبد الواحد بن زياد وغيرهم[13]، روى عنه أحمد ابن حنبل وغيره.ولد ببغداد سنة 134هـ كما روي عن محمد بن سعد أنه قال : سمعت عفان – يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة 210هـ -- يقول: أنا في 76 سنة، كأنه ولد في سنة 134هـ. ومات سنة 120هـ وهو أصح ما قيل عند ابن قانع.وقال الخطيب البغدادي أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد ابن عدي البصري—في كتابه—حدثنا أبو عبيد محمد بن علي قال سمعت أبا دلود يقول : مات عفان سنة 20 هـ ببغداد وشهدت جنازته.[14]
6.        أحمد بن حنبل
          هو الإمام أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذُّهلي الشيباني، ولد ببغداد، ونشأ بها، وتوفي فيها في ربيع الأول رحمه الله، وكانت له رحلات إلى مدائن العلم، كالكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة. تفقه على الشافعي حين قدم بغداد، ثم أصبح مجتهداً مستقلاً، وتجاوز عدد شيوخه المئة، وأكبَّ على السُّنة يجمعها ويحفظها، حتى صار إمام المحدثين في عصره، بفضل شيخه: هشيم بن بشير بن أبي خازم البخاري الأصل (104-183هـ).
كان إماماً في الحديث والسنة والفقه، قال عنه إبراهيم الحَرْبي: «رأيت أحمد، كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين» وقال عنه الشافعي حين ارتحل إلى مصر: «خرجت من بغداد، وماخلَّفت بها أتقى ولاأفقه من ابن حنبل» .
           وقد امتحن أحمد بالضرب والحبس في فتنة خلق القرآن في زمن المأمون والمعتصم والواثق، فصبر صبر الأنبياء، قال عنه ابن المديني: « إن الله أعز الإسلام برجلين: أبي بكر يوم الردة،   وابن حنبل يوم المحنة» . وقال عنه بشر الحافي: « إن أحمد قام مقام الأنبياء» .[15]
البحث في عداولة الرواة وضبطهم
          حينما نقلت تراجم رجال الإسناد من بعض كتب التراجم والتاريخ عرفت بأنّ هناك من لايعرف تاريخ وفاته في كتاب ولكن يذكر اسم شيخه ويدل على أنه أخذ علمه من شيخه هذا وذلك يوجد في كتاب آخر، إذاً عرفت أن السند متصل، وقبل أن نبحث عن إتصال السند ينبغي لي أن أذكر عدالة الرواة وضبطهم من حيث هذا الإسناد ناقلا من بعض كتب التخريج والتاريخ والتراجم على ما يلي :
1.     يعلى بن مرة الثقفي هو صحابي لا يشك فيه تعديل ثابت من القرآن
و قال المزى :
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف، وقال أسلم و شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية و بيعة الرضوان ، و خيبر ، و فتح مكة ، و الطائف ، و حنينا ، و كان فاضلا ، و أمر النبى صلى الله عليه وسلم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف ، و قال : من قطع حبلة ، فله كذا و كذا من الأجر .وقال عيينة بن حصن ليعلى بن مرة ، اقطع ذلك أحرى ، فقطع خمس حبلات ثم أخبر عيينة ، فقال : لك النار ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :عيينة أولى بالنار.روى له البخارى فى"الأدب"، وأبوداود فى"القدر"، والباقونن سوى مسلم.[16]
2.     أبو ثابت، قال ابن حجر صدوق من الرابعة[17] قال : قال الآجري عن أبي داود "لا بأس به"وذكره ابن حبان في الثقات.[18]
3.     أبو يعفور، قال ابن حجر كوفي، ثقة، من الخامسة.[19] قال أبو طالب عن احمد بن حنبل وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة. وقال أبو حاتم ليس به بأس وذكره بن حبان في كتاب الثقات[20] وقال يعقوب بن سفيان ثقة.[21]
4.     عبد الواحد بن زياد، قال معاوية بن صالح عن محمد بن عبدالملك : قلت لابن معين "من أثبت اصحاب الاعمش"؟ قال : بعد شعبة وسفيان أبو معاوية وبعده عبد الواحد. وقال عثمان الدارمي : قلت ليحيى عبد الواحد أحب اليك أو أبو عوانة؟ قال : أبو عوانة وعبد الواحد ثقة وقال صالح بن أحمد عن علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيديقول ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثا قط بالبصرة ولا بالكوفة وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الاعمش فلا نعرف[22] منه حرفا. وقال ابن سعد: كان يعرف بالثقفي وهو مولى لعبد القيس، وكان ثقة، كثير الحديث. وقال أبو زرعة وأبو حاتم ثقة وقال النسائي ليس به بأس.
وقال عمرو بن علي وغيره مات سنة ست وسبعين ومائة وقال أحمد مات سنة (77) وقال البخاري عن محمد بن محبوب مات سنة (79).قلت : وقال أبو داود : ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الاعمش فوصلها. وقال العجلي بصري ثقة حسن الحديث. وقال الدارقطني : ثقة مأمون. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عبد البر اجمعوا لا خلاف بينهم أن عبد الواحد بن زياد ثقة ثبت.وقال ابن القطان الفاسي ثقة لم يعتل عليه بقادح.[23]
5.     عفان، قال ابن حجرثقة ثبت قال بن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال بن معين أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة[24] وقال الذهبي حافظ ثبت الذي قال فيه يحي القطان – وما أدراك ما يحي القطان : إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.وقال أبو حاتم : عفان ثقة متقن متين.وقد قال أبو خيثمة : أنكرنا عفان قبل موته بأيام, قال الذهبي : هذا التغير هو من تغير مرض الموت، وما ضره، لأنه ما حدث فيه بخطاء[25] وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ثبتا حجة، وقال ابن خراش : ثقة من خيار المسلمين، وقال ابن قانع : ثقة مأمون، وذكره ابن حبان في"الثقات".[26]
6.     قال ابن حجر : ثقة حافظ فقيه حجة، وهو رأس الطبقة العاشرة.[27]

البحث عن اتصال السند
          انتهيت من بحث شرطي العدالة والضبط عن رواة الحديث الذي سأبحثه، ثم شرعت أن أبحث عن اتصال هذاالسند، فأقول :
1.                  أما أحمد فقال حَدَّثَنَا عَفَّانُ
2.                  وعفان قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
3.                  عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قال حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ
هذه العبارات والصيغ في الأداء يستعملها المحدثون في القراءة والسماع من الشيخ، إذاً فالسند متصل.
4.    أما أبو يعفور فقال: عن أبي ثابت، عرفنا بأن صيغة العنعنة لاتدل على الإتصال إلا بالشروط، وهذه الصيغة استعملها أبو يعفور، ومنها متفق عليهاومختلف فيها.والشرط الذي اتفق عليه الجماهير شرطان- ومذهب مسلم الاكتفاء بهما- فهما :
1.    أن لا يكون المعنعِن مدلسا.حسب ما نقلت ترجمة ابن يعفور من كتب الرجال والتراجم، قطعت بأنه ليس مدلسا.
2.    أن يمكن لقاء بعضهم بعضا.أي لقاء المعَنْعِن بمن عنعن عنه.وأبو يعفور يمكن لقاؤه بأبي ثابت كما هو مذكور في كتب التراجم معروف بالأخذ عنه.ونحن، طلاب دار السنة، نكتفي بهذين الشرطين، إذاً لا نبحث عن الشروط التي اختلف فيها.ونستنبط بأن السند متصل، إن شاء الله.
5.وأما أبو ثابت فقال : سمعتُ. هذه العبارة والصيغة في الأداء يستعملها المحدثون في القراءة والسماع من الشيخ، إذاً فالسند متصل.




البحث في الشذوذ والعلة
أما البحث عن الشذوذ والعلة فهو أمر صعب بكثير من البحث في عدالة الرواة وضبطهم واتصال السند، لأن الكشف عن الشذوذ والعلة إثباتا أو نفيا أمر لايقوى عليه إلاّ صاحب الإطلاع الواسع جدّاً على متون الأحاديث وأسانيدها حتى يمكنه معرفة اتفاق أسانيد هذا الحديث في جميع الطرق التي ورد بها الحديث أو عدم اتفاقها.[28]
الحكم على هذاالحديث
هو بيان مرتبته من الصحة أوالحسن أوالضعف أوالوضع، وذلك بعد دراسة إسناده على الوجه الذي سبق.أمابالنسبة للحكم على هذاالحديث فهو كما يلي :
1.      إن رجال الإسنادالستة كلهم ثقات، أي عدول ضابطون بأن رجال الإسناد رجال الصحيح.
2.      إن سند الحديث متصل، وإن عنعنه أبو يعفور.
3.      لم يظهر لي – حسب اطلاعي – شذوذا أو علة في سند هذا الحديث أو متنه.
4.      إن لهذا الحديث شواهد ومتابعات.بل وجدت ما خرّجه ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى : 804هـ) في كتابه "البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير" بأن هذا الحديث رواه جماعة من الصحابة بلغت عددا متواترا[29]، وكذا ذكره جعفر الحسني الشهير بالكتاني في كتابه "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" بأنهم بلغوا خمسة عشر نفسا وهم :
1.      عائشة                 6.سعد ابن أبي وقاص               11.المسور بن مخرمة
2.      سعيد بن زيد 7.ابن عباس                        12.عبادة بن الصامت
3.      أبو هريرة              8.الحكم بن الحارث السلمي  13.أميمة مولاة النبي
4.      يعلى بن مرة           9.شداد بن أوس                     14.ابن عمر
5.      أنس                   10.أبو شريح الخزاعي                 15.ابن مسعود عندأحمد
وصرح بتواتره أيضا الشيخ عبد الرؤف المناوي في التيسير وكذا في فيض القدير نقلا عن السيوطي[30]
ولا أكتب جميع الشواهد والمتابعات لضيق هذا المقام.
فمن بيان ما تقدم أحكم بأن هذا الحديث متواتر صحيح , والله أعلم.

فقه الحديث
نستفيد من هذا الحديث بما يلي :
قوله طوقه له خمسة أوجه : وفيه مجاز استعارة
أحدها أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه لا أنه طوق حقيقة، قال سبحانه وتعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة.[31].
والوجه الثاني معناه أنه يعاقب بالخسف إلي سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طَوْقا في عنقه انتهى وهذا يؤيده حديث بن عمر بلفظ خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين.
والوجه الثالث قيل معناه كالأول لكن بعد أن ينقل جميعه يجعل كله في عنقه طوقا ويعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك كما ورد في غلظ جلد الكافر ونحو ذلك وقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلى بن مرة مرفوعا أيما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله أن يُحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ثم يُطَوَّقُه يوم القيامة حتى يُقضي بين الناس ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمي مرفوعا من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين.
والوجه الرابع أن يكون المراد بقوله يطوقه يكلف أن يجعله له طوقا ولا يستطيع ذلك فيعذب بذلك كما جاء في حق من كذب في منامه كلف أن يعقد شعيرة.
والوجه الخامس أن يكون التطويق تطويق الإثم والمراد به أن الظلم المذكور لازم له في عنقه لزوم الإثم ومنه قوله تعالى ألزمناه طائره في عنقه.
 وبالوجه الأول جزم أبو الفتح القشيري وصححه البغوي ويحتمل أن تتنوع هذه الصفات لصاحب هذه الجناية أو تنقسم أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا وبعضهم بهذا بحسب قوة المفسدة وضعفها، وقد روى بن أبي شيبة بإسناد حسن من حديث أبي مالك الأشعري أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقه رجل فيطوقه من سبع أرضين.[32]

1.      والحديث دليل على تحريم الظلم والغصب وشدة عقوبته.
2.      وإمكان غصب الأرض اي بالاستيلاء عليها وأنه من الكبائر.وهل يجب الضمان في المغصوب إذا تلف؟ فقال ابن رشد وأما ما يجب فيه الضمان فهو كل مال أتلفت عينه أو تلفت عند الغاصب عينه بأمر من السماء أو سلطت اليد عليه وتملك وذلك فيما ينقل ويحول باتفاق واختلفوا فيما لا ينقل ولا يحول مثل العقار فقال الجمهور إنها تضمن بالغصب.أعني أنها إن انهدمت الدار ضمن قيمتها وقال أبو حنيفة لا يضمن. وسبب اختلافهم: هل كون يد الغاصب على العقار مثل كون يده على ما ينقل ويحول فمن جعل حكم ذلك واحدا قال بالضمان ومن لم يجعل حكم ذلك واحدا قال لا ضمان.[33]
3.      وأن من ملك أرضا ملك أسفلها إلى تخوم الأرض.
وله منع من أراد أن يحفر سربا أو بئرا.
4.      وأنه من ملك ظاهر الأرض ملك باطنها بما فيه من حجارة أو أبنية أو معادن.
5.      وأن له أن ينزل بالحفر ما شاء ما لم يضر من يجاوره.
6.      وأن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض لأنها لو فتقت لاكتفي في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها[34]وهو موافق لقول الله تعالى سبع سماوات ومن الأرض مثلهن[35] وهذا ما قاله الجمهور أنها سبع كالسموات بعضها فوق بعض، وفي كل أرض سكان من خلق الله، وعليه فدعوة الإسلام مختصة بأهل الأرض العليا، لأنه الثابت والمنقول، ولم يثبت أنه صلعم، ولا أحد ممن قبله نزل إلى الأرض الثانية ولا غيرها من باقي الأرضين وبلغهم الدعوة[36] وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله عنهما منقبة له وقبول دعائه وجواز الدعاء على الظالم ومستدل أهل الفضل.[37]
المصادر

v         القرآن الكريم
v         أحمد، مسند أحمد (القاهرة : دار الحديث، الطبعة الأولى، 1416 هـ / 1995م )
v         ابن حبان، صحسح ابن حبان، ( دمشق : الرسالة العالمية، الطبعة الأولى،1432هـ/2011م )
v         البخاري، صحيح البخاري (القاهرة : دار الحديث، د.ط.، 1429هـ / 2008 م)
v         الصنعاني، محمد بن إسماعيل، سبل السلام ( إندونسيا : طه فوترا سمارنج، د.ط.د.ت.)
v         الطبراني، المعجم الكبير، ( لبنان : دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1428هـ / 2007م )
v         مسلم ، صحيح مسلم, (القاهرة : دار الحديث ، الطبعة الأولى، 1418 هـ /  1997م)\
v         ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تقريب التهذيب (القاهرة : دار الحديث ، د.ط. 1430هــ/ 2009م)
v         ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)
v         ابن حجر العسقلاني ، الإصابة في تمييز الصحابة، (بيروت : دار الجيل، الطبعة الأولى، 1412هـ / 1991 م)
v         ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، (القاهرة : دار الفكر، د.ط.، د.ت.)
v         ابن أثير، علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، (القاهرة : المكتبة التوفيقية، د.ط.د.ت.).
v         ابن رشد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد( مصر : مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الثانية، 1431هـ/2010م)
v         ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1422 هـ / 2002 م)
v         أحمد الخطيب البغدادي(463 هـ)، تاريخ بغداد (بيروت : دار الكتب العلمية،الطبعة الثانية، 1425هـ/2004م)
v         الزحيلي، وهبة، الفقه الاسلامي وأدلته، (دمشق: دار الفكر، الطبعة السادسة، 1429هـ/2008م)
v         الصاوي، أحمد بن محمد، حاشية الصاوي على االجلالين (بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الخامسة، 1430هــ/ 2009م)
v         الكناني، جعفر الحسني، نظم المتناثر من الحديث المتواتر(بيروت : دار الكتب العلمية، د.ط.1400هـ/1980م)
v         محمود الطحان، أصول التخرج ودراسة الأسانيد (جدة : مكتب القاهرة، د.ط.د.ت.)
v         المزي، يوسف بن زكي، تهذيب الكمال (بيروت : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ، 1400هــ - 1980م)
v         النووي، شرح النووي على مسلم ( القاهرة : دار الغد الجديد، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م)


١.  أحمد، مسند أحمد (القاهرة : دار الحديث، الطبعة الأولى، 1416 هـ / 1995م ) رقم 17488، ج 13، ص 415
[2] .البخاري، صحيح البخاري (القاهرة : دار الحديث، د.ط.، 1429هـ / 2008 م) رقم 2452
[3] . مسلم ، صحيح مسلم, (القاهرة : دار الحديث ، الطبعة الأولى، 1418 هـ /  1997م  (رقم 1610.
[4].ابن حبان، صحيح ابن حبان، ( دمشق : الرسالة العالمية، الطبعة الأولى،1432هـ/2011م ) رقم 5161،ج 11، ص 566 .
[5] .الطبراني، المعجم الكبير، ( لبنان : دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1428هـ / 2007م ) رقم 18145، ج 9، ص 288.
 [6]. قال محقق ومعلق صحيح ابن حبان شعيب الأرنؤط :  الربيع بن عبد الله  لم يوثقه غير المؤلف، ولم يرو عنه غير زائدة بن قدامة، وتجويز المؤلف بأن يكون هو الربيع بن عبد الله بن خطاف الأحدف المترجم في (التهذيب) استبعده الحافظ في (تعجيل المنفعة) ص 125، قلت : لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس عند ابن أبي شيبة وغيره، وهو ثقة من رجال الستة، وأيمن بن ثابت صدوق من رجال النسائ.
[7] . ابن حبان، صحيح ابن حبان، ( دمشق : الرسالة العالمية، الطبعة الأولى،1432هـ/2011م ) رقم 5164، ص 567- 568
[8] . ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1422 هـ / 2002 م)، ج 4، ص 149
[9] .ابن أثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، (القاهرة : المكتبة التوفيقية، د.ط.د.ت.) ج 5، ص 464.
[10] .المزي، تهذيب الكمال (بيروت : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1400هـ / 1980م) ج 32، ص 398
[11] .ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، (بيروت : دار الجيل، الطبعة الأولى، 1412هـ / 1991 م) ج 1، ص 263
.ابن حجر العسقلاني، الإصابة في معرفة الصحابة -------------- ---------- ص 263[12]
13. ابن حجر العسقلاني(م852 هـ)، تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية،الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)ج 4، رقم 5431، ص 515
[14] .أحمد الخطيب البغدادي(463 هـ)، تاريخ بغداد (بيروت : دار الكتب العلمية،الطبعة الثانية، 1425هـ/2004م) رقم 6715، ج12، ص264
[15] .الزحيلي، وهبة، الفقه الاسلامي وأدلته، (دمشق: دار الفكر، الطبعة السادسة، 1429هـ/2008م) ج 1، ص 50
[16] .المزي، تهذيب الكمال (بيروت : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ، 1400هــ - 1980م)
17.ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب (القاهرة : دار الحديث، د.ط. 1430هــ/ 2009م) رقم 595، ص 89
18. ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية،الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)ج 1، رقم 725، ص 369
. ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب (القاهرة : دار الحديث ، د.ط. 1430هــ/ 2009م) رقم3942، ص 386[19]
20. المزي، تهذيب الكمال (بيروت : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ، 1400هــ - 1980م) ج17، رقم 3895، ص 269
21. ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية،الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)ج 4، رقم 4606، ص 90
.وفي بعض النسخة بالياء "فلا يعرف"[22]
23. ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)ج 4، رقم 4966، ص 278
. ابن حجر العسقلاني،تقريب التهذيب (القاهرة : دار الحديث ، د.ط. 1430هــ/ 2009م) رقم4625، ص 450[24]
25.الذهبي، ميزان الإعتدال في نقد الرجال ( بيروت : دارالكتب العلمية، الطبعة الثانية, 1429 هـ/ 2008م) ج5، رقم 5684، ص 102 \
26. ابن حجر العسقلاني  تهذيب التهذيب (بيروت : دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى،1425هــ/ 2004م)ج 4، رقم 5431، ص 519
. ابن حجر العسقلاني ، تقريب التهذيب (القاهرة : دار الحديث ، د.ط. 1430هــ/ 2009م) رقم96، ص 38[27]
.محمود الطحان، أصول التخرج ودراسة الأسانيد (جدة : مكتب القاهرة) ص 216[28]
29 . عَن أبي هُرَيْرَة رَضي اللهُ عَنهُ أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ : «من غصب شبْرًا من أَرض طوقه من سبع أراضين يَوْم الْقِيَامَة» .هَذَا الحَدِيث تبع فِي إِيرَاده بِلَفْظ «من غصب» الْغَزالِيّ ، فَإِنَّهُ أوردهُ كَذَلِك فِي «وسيطه» وَهُوَ حَدِيث صَحِيح ، أخرجه مُسلم فِي «صَحِيحه» من هَذَا الْوَجْه أَعنِي من حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَكِن بِلَفْظ «لَا يَأْخُذ أحد شبْرًا من الأَرْض بِغَيْر (حق) إِلَّا طوقه الله - تَعَالَى - إِلَى سبع أَرضين» .
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي «مُسْنده» بِلَفْظ : «من اقتطع شبْرًا من الأَرْض بِغَيْر حَقه طوقه (يَوْم الْقِيَامَة) من سبع أَرضين» وَفِي رِوَايَة لَهُ : «من أَخذ شبْرًا من الأَرْض بِغَيْر حَقه طوقه من سبع أَرضين» .
وَأخرجه الشَّيْخَانِ من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ : «من ظلم قيد شبر من الأَرْض طوقه (الله) من سبع أَرضين» .
وَرَوَاهُ أَحْمد بِلَفْظ «سرق» بدل «ظلم» .
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث سعيد بن زيد بِلَفْظ «اقتطع»
وَالْبُخَارِيّ «من ظلم» وَالطَّبَرَانِيّ «من سرق» و «من انْتقصَ» .
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ «من أَخذ» وَله خَارج الصَّحِيح طرق :
أَحدهَا : من حَدِيث يعْلى بن مرّة الثَّقَفِيّ قَالَ : سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَقُول : «من أَخذ أَرضًا بِغَيْر حَقّهَا كلف أَن يحمل ترابها إِلَى الْمَحْشَر» رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة كَذَلِك ، وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى فِي «مُعْجَمه» بِلَفْظ : «من سرق شبْرًا من الأَرْض ، أَو غله ، جَاءَ بِهِ يَوْم الْقِيَامَة إِلَى أَسْفَل (الْأَرْضين) » .
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي «أكبر معاجمه» بِأَلْفَاظ ، وَرَوَاهُ عَلّي بن عبد الْعَزِيز فِي (منتخبه) كَمَا أَفَادَهُ ابْن الْقطَّان (بِلَفْظ) «من أَخذ من الأَرْض شَيْئا ظلما جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحمل ترابها إِلَى الْمَحْشَر» وَأعله من طَرِيقه بأيمن بن ثَابت وَقَالَ : لَا نَعْرِف حَاله .
قلت : لَكِن أخرجه ابْن حبَان فِي «صَحِيحه» من جِهَته بِلَفْظ : «أَيّمَا رجل ظلم شبْرًا من الأَرْض كلفه الله أَن يحفره حَتَّى يبلغ سبع أَرضين ، ثمَّ يطوقه يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يفصل بَين النَّاس» .
ثَانِيهَا : من حَدِيث الْمسور بن مخرمَة رَفعه : «من أَخذ شبْرًا من الأَرْض ظلما طوقه الله يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين» رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي «تَارِيخه» ثمَّ قَالَ : وَهَذَا الْمَتْن مَحْفُوظ عَن النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - من غير هَذَا الطَّرِيق . يُشِير إِلَى الطّرق السالفة .
ثَالِثهَا : من حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ : «من [ غل ] من الأَرْض شبْرًا طوقه يَوْم الْقِيَامَة إِلَى سبع أَرضين» .
ذكره ابْن أبي حَاتِم فِي «علله» وَقَالَ : سَأَلت أَبَا زرْعَة عَنهُ فَقَالَ : هُوَ خطأ ؛ إِنَّمَا هُوَ عَن سعيد بن زيد مَرْفُوعا .
قلت : وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي «أكبر معاجمه» من طَرِيق شَدَّاد بِلَفْظ : «من ظلم» .
رَابِعهَا : من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ : «من أَخذ من الأَرْض شبْرًا بِغَيْر حَقه طوقه يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين ، وَلم يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل ، وَمن ادَّعَى (إِلَى) غير أَبِيه أَو إِلَى غير موَالِيه فقد كفر» . رَوَاهُ (الْبَزَّار) فِي مُسْنده وَقَالَ : كفر يَعْنِي النِّعْمَة . قَالَ : وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن سعد بِهَذَا اللَّفْظ وبتمام هَذَا (الْكَلَام) إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد .
خَامِسهَا : من حَدِيث الحكم (بن) الْحَارِث السّلمِيّ رَفعه : «من أَخذ من طَرِيق الْمُسلمين شبْرًا جَاءَ بِهِ يحملهُ من سبع أَرضين» .
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي «أكبر معاجمه» من حَدِيث عَطِيَّة (الرعاء عَنهُ) .
سادسها : (من) حَدِيث (أبي) شُرَيْح الْخُزَاعِيّ رَفعه «من أَخذ شبْرًا من الأَرْض ظلما طوقه يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين» .
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث عبد الحميد بن سُلَيْمَان ، ثَنَا أَبُو [ حَازِم ] عَن المَقْبُري عَنهُ مَرْفُوعا بِهِ . وَعبد الحميد هَذَا قَالَ أَبُو دَاوُد : غير ثِقَة .
سابعها : من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَفعه : «ذِرَاع من الأَرْض ينتقصه من حق أَخِيه فَلَيْسَتْ حَصَاة من الأَرْض أَخذهَا إِلَّا (طوقها) يَوْم الْقِيَامَة إِلَى قَعْر الأَرْض وَلَا يعلم قعرها إِلَّا الَّذِي خلقهَا» .
رَوَاهُ أَحْمد فِي «مُسْنده» كَذَلِك وَالطَّبَرَانِيّ فِي «أكبر معاجمه» بِلَفْظَة : «من انْتقصَ ذِرَاعا من أَرض» وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ : «من أَخذ» وَزِيَادَة : «من أَخذ شبْرًا من مَكَّة بِغَيْر حَقه فَكَأَنَّمَا أَخذه من تَحت قدم الرَّحْمَن» وَمن حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ بِلَفْظ «سرق» .رَوَاهُ ابْن سعد من هَذَا الْوَجْه بِنَحْوِهِ ، إِذا عرفت هَذِه الطّرق وتأملتها حكمت عَلَى رِوَايَة الرَّافِعِيّ تبعا للغزالي : «من غصب» بالغرابة ، وَإِن كَانَ لفظ أَحْمد «(أَخذ) وظلم» وَنَحْوهمَا مِمَّا تقدم شاملات للغصب بِالْعُمُومِ ، نعم فِي «الطَّبَرَانِيّ الْكَبِير» من حَدِيث عبد الْملك بن عُمَيْر ، عَن عَلْقَمَة بن وَائِل ، عَن أَبِيه قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - : «من غصب رجلا أَرضًا (ظلما) لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان» (وروينا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مُوسَى ، أبنا عبد الله بن عمر القواريري ، ثَنَا قزعة ، عَن يَحْيَى بن جُرجة ، عَن الزُّهْرِيّ ، عَن مَحْمُود بن لبيد ، عَن شَدَّاد بن أَوْس يرفعهُ : «من غصب شبْرًا من الأَرْض طوقه الله من سبع أَرضين» وَيَحْيَى هَذَا رَوَى عَنهُ ابْن جريج مَجْهُول ، كَذَا فِي «الْمُغنِي» للذهبي ، وَفِي «الْمِيزَان» : يَحْيَى بن جُرجة لَا يعرف ، حدث عَن الزُّهْرِيّ بِحَدِيث مَعْرُوف . وَقَالَ ابْن عدي : أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ . ثمَّ قَالَ الذَّهَبِيّ : مَا حدث عَنهُ غير ابْن جريج .
قلت : يروي عَنهُ قزعة كَمَا ترَاهُ هُنَا)
[30] .جعفر الحسني الكناني ، نظم المتناثر من الحديث المتواتر(بيروت : دار الكتب العلمية، د.ط.1400هـ/1980م) رقم 186،ص 107
. آل عمران :0 18[31]
.ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، (القاهرة : دار الفكر، د.ط.، د.ت.) ج 5، رقم 2452، ص 393-395 [32]
.ابن رشد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد( مصر : مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الثانية، 1431هـ/2010م) ص 631[33]
. محمد بن إسماعيل الصنعاني، سبل السلام ( إندونسيا : طه فوترا سمارنج، د.ط.د.ت.) ج 3، ص 70.[34]
. الطلاق : 12[35]
26أحمد بن محمد الصاوي، حاشية الصاوي على االجلالين (بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الخامسة، 1430هــ/ 2009م) ج 4، ص 220     
.النووي، شرح النووي على مسلم ( القاهرة : دار الغد الجديد، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م) ج 6، ص 46[37]

Tidak ada komentar:

Posting Komentar