تخريج ودراسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
رب العالمين , الذي يهدي من جاهد في سبيله من التفقه في الدين ولا مانع له في
إعطاء نعمه على عباده من التلذذ بذكره فى كل ساعة وعبادته أين ما كنا ولاسيما في من
جهد على التعمق بالحديث وعلومه .والصلاة والسلام على سيد ولد آدم الذي بعث ليتم
مكارم أخلاق العباد وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين , أما بعد
فهذا
المبحث هو تخريج ودراسة فيما يتعلق بمن ظلم على أخيه شيئا من الارض ليس حقه,
ويقدمه الباحث بقدر استطاعة لموافاة الواجبة للمستوى الثالث من طلاب المعهد دار
السنة في دراسة تخريج الحديث النبوي, الذي أشرفني لذلك الأستاذ عبيدي حسب الله , راجيا من الله النفع للمبتدئين
مثلي وسائلا مغفرة ربه يوم لاينفع مال ولا بنون ، والله يجري سابغ الإنعام لي
ولوالدي ولمشايخي ولذوي الإيمان ......
نص الحديث
أما الحديث الذي قام الباحث بتخريجه ودراسته فهو " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ، فوجده
الباحث في رواية أحمد ابن حنبل ( المتوفى 241 هـ).قال أحمد حَدَّثَنَا
عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا
أَبُو يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا كُلِّفَ أَنْ
يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ.[1] رواه
أحمد في مسنده
الشاهد
والمتابع
وقبل
أن أبحث عن الشاهد والمتابع ينبغي لي ذكر تعريف المشهور لهذين المصطلحين, لنتفق
بهما بالنسبة إلى هذا المبحث . الشواهد جمع الشاهد، وهو لغة اسم فاعل من
"مصدر الشهادة" وسمي بذلك لأنه يشهد أنّ للحديث الفرد أصلا، ويقويه، كما
يقوي الشاهد قول المدعي ويدعّمه.وأمّا اصطلاحا هو الحديث الذي يشارك فيه رواته رواة
الحديث الفرد لفظا أو معنى فقط، مع الاختلاف في الصحابيّ.وأما المتابع ويسمى أيضا
بالتابع لغة هو اسم فاعل من "تابع" بمعنى وافق، وأما اصطلاحا هو الحديث
الذي يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظا أو معنى فقط، مع الاتحاد في الصحابي.
أما شواهده فما رواه البخاري ومسلم وابن حبان.
1.
قال البخاري حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ
قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو
بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ
ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ.[2]
2. قال مسلم حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ
ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا فَخَاصَمَتْهُ
إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا
شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شِبْرًا
مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ.
فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً
بَعْدَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمِّ بَصَرَهَا وَاقْتُلْهَا
فِي أَرْضِهَا قَالَ فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا ثُمَّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي
فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ.[3]
3.
قال ابن حبان أخبرنا الفَضْلُ
بنُ الحبُـاب الجُمَحِيُّ، قال: حدثنا مسدَّد بن
مُسَرْهَد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سُهَيل
بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه، طُوِّقَه من سبع أرضين.[4]
وأما
متابعته فما رواه الطبراني وابن حبان
1. قال الطبراني حدثنا عبيد بن غنام و عبدان بن أحمد
قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن أيمن قال : سمعت يعلى الثقفي يقول : سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أخذ أرضا بغير حق كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر.[5]
2. قال ابن حبان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الربيع بن عبد الله[6]،
عن أيمن بن ثابت عن يعلى بن مرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أيما رجل ظلم شبرا من الأرض ،كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ سبع أرضين، ثم يطوقه
يوم القيامة حتى يفصل بين الناس" .[7]
وصف السند
يوصف السند من رواية أحمد ابن حنبل في المسند، فيه ستة رواة، وهم :
1.
يعلى بن مرة الثقفي (صحابي)
2.
أبو ثابت (تابعي)
3.
أبو يعفور(من صغار التابعين)
4.
عبد الواحد بن زياد (م. سنة 176هـ و قيل بعدها)
5.
عفان (134- 219/220 هـ بـبغداد)
6.
أحمد بن حنبل ( 146-241 هـ )
البحث في تراجم الرواة
1.
يعلى بن مرة الثقفي
هو يعلى بن مرة بن وهب بن جابر
الثقفي ويقال العامري، اسم أمه سيابة فربما نسب إليها فقيل يعلى بن سيابة يكنى أبا
المرازم، شهد مع النبيّ الحديبية وخيبر والفتح وحنينا والطائف[8]،
وقيل : إنه عامري قاله أبو عمر وكان من أفاضل
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره النبي صلى الله عليه و سلم يوم الطائف بقطع
أعناب ثقيف . يكنى أبا المرازم وأمه سيابة فربما قيل : يعلى ابن سيابة قاله ابن معين وكان يعلى بن مرة من أصحاب علي . سكن الكوفة وقيل
: سكن البصرة وله بها دار . وروى عنه ابنه عبد الله وعبد الله بن حفص وسعيد بن أبي
راشد وغيرهم أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة
بن علي الفقيه بإسناده عن أبي عبد الرحمن قال : أخبرنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود
أخبرنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي حفص بن عمر عن يعلى بن مرة قال : إن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أبصر رجلا متخلفا فقال اذهب فاغسله ثم لا تعد وروى عفان عن وهيب قال : حدثنا ابن حثيم عن سعيد
بن أبي راشد عن يعلى العامري : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى طعام
دعي إليه فإذا حسين يلعب مع الغلمان في طريق فاستنتل رسول الله صلى الله عليه و سلم
أمام القوم ثم بسط يده وجعل الصبي يفر ها هنا وها هنا فأخذه فقال : اللهم إني أحبه
وأحب من أحبه حسين سبط من الأسباط.
أخرجه الثلاثة
قلت : هذا الحديث يقضي بأن يعلى العامري المقدم
ذكره هو يعلى بن مرة الثقفي فقيل فيه : عامري . وقيل : ثقفي . وأكثر أهل النسب
يجعلون ثقيفا من هوازن فيقولون : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن وعامر بن
صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فهما يجتمعان في بكر فلهذا اختلف في نسبه فقيل
: عامري وقيل : ثقفي . فإذا كان كذلك - وقد جاء في هذا الحديث من رواية ابن منده
مقيدا أنه عامري وأنه روى له الحديث الذي رواه أبو موسى في فضل الحسين في ترجمة يعلى
العامري - فما لاستدراكه عليه وجه.
وقد قال أبو أحمد العسكري : يعلى العامري بن مرة
هذا غير يعلى بن مرة الثقفي والله أعلم[9].